ميريام فارس تتجلّى ببعدها الإنساني مع جيسيكا عازار
افتتحت الإعلامية جسيكا عازار موسمها الجديد من برنامج “40” الذي يُعرض على محطة الـMTV بلقاء مميّز مع الفنانة ميريام فارس بعد غياب الأخيرة لسنوات عن الإعلام.
ميريام التي باحت بالكثير من الأسرار، أتت بمثابة جردة باحت فيها عن حياتها الزوجية والعائلية وعلاقتها بالماضي والفن. 40 سؤالاً أجابت عنها ميريام بأريحية دون تنصّل ودون مواربة، بل أتت وكأنّ بها تريد أن تفرغ أحمالها على الشاشة لتُظهر البعد الانساني والحياتي لها.
غياب ميريام لم يغيئّر بها شيء، بل أتت كما نعرفها عفوية الحضور، متألّقة الطلّة، هادئة، ناضجة، مقنعة وصريحة. جيسيكا التي أرادت من هذه الحلقة فاتحة خير لموسمها ولقاء مشوق يفتح شهية المشاهد، حظيت بمبتغاها؛ فميريام التي غابت بقرار، عادت لتطل بقرار، وهي تريد البوح بعد أن اختمرت الأجوبة عندها وباتت جاهزة لكل سؤال.
لأول مرّة تتحدّث ميريام عن أولادها وزوجها وسرّ إخفاء وجوههم عن “الميديا”؛ وعن مرضها الذي أبعدها قليلاً دون أن تغوص بهذه الحيثية، علماً أنها لم تنكر ذلك ولم تتصالح مع مصابها بعد. وأسهبت كثيراً في الكلام عن فيلمها الذي عُرض على منصة “نتفليكس”؛ هذا الفيلم الذي صورته على مدى أكثر من عام بكاميرا هاتفها أثناء الحجر المنزلي، ليُعرض كوثائقي عبر أكبر المحطات العالمية، أسوة بكبار الفنانين العالميين.
جاء هذا اللقاء بمثابة قطاف لكل المواسم، حكى ومرّ على كل المحطات الفنية منذ بدايات ميريام حتى أخر عمل فني، وكيف بنت نجوميتها بتراكمية. فبدت ميريام بمخزونها الفني أكبر مما نتوقع؛ هي سفيرة غوغل في الشرق الأوسط، وهي التي رشحها منصور الرحباني لتكون بطلة سيلينا، وهي بطلة الفوازير وسليلة الكبار في هذا المجال، وهي الممثلة التي أثبتت نجاحها، وهي المغنية التي لا تشبه أحداً.
لم تقف ميريام حائرة أو متنصلة من أي سؤال مهما بلغ علو موجه، بل أجابت عنها جميعاً حتى تلك التي تتناول حياتها الشخصية وأولادها، فأظهرت لنا لأول مرة أمومتها أكثر من أي شيء آخر، معتبرة أن الفن عندها يأتي بعد أمومتها وعائلتها. ولم تخفِ ميريام بأنها قد تغادر البلد بسبب الأزمات التي نعيشها والتي تهدد مستقبل عائلتها وأمنهم، لكنها رفضت أن توجه كلمة الى الدولة اللبنانية لأن “هذه الدولة غائبة وغير موجودة، ولن تتوجه الى دولة لا تؤمن متطلبات شعبها”.
خطأ جيسيكا في هذا اللقاء أنها كانت تعود في كل مرّة لتسأل عن الفيلم الوثائقي الذي عُرض على “نتفليكس”، وكل مرّة بشكل مغاير بدل أن تجمع أسئلتها في سلّة واحدة ودفعة واحدة دون هذا التشتت في الحوار، وكأن بها تريد أن تستغل صيداً فتشلح صنارتها كلما سنحت لها الفرصة؛ لكنها في المقابل، نجحت في أن تقطف حواراً جعلته قطاف العمر، غاصت فيه بكل شوارد الحياة الانسانية والفنية، وجاء الرد مقنعاً طيباً، فمن لا يقع في حب ميريام الفنانة قد يقع في حبها الانساني وهذا أقصى مكانة يصل الفنان له، أن يكون محظياً بالحب سواء لفنّه أو لشخصه.
كمال طنوس